هل أنت يا مغرور إلا معبد
من النسر والثعبان والباز والصقر
وقبرة أضحى لها الجو خاليا
ويسقيك كأس الحتف كالصاب والصبر
فلا تفرحن يوما سيأتيك صائد
وإن كنت تدري) زدت وزرا على وزر
(فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة
ضعيف ولم يغلبك) كالساقط القدر
(وإن أنت لم يفخر عليك كفاخر
كأن أباها) من لؤي ومن فهر
(فيا عجبا حتى كليب تسبني
عدمتك إهمالا وذا ديدن الغمر
أتغتر بالإمهال تحسب أنه
أتت عن نبي الله ذي الفتح والنصر
وما نحن إلا خادمون لسنة
كخادمها من بعد ما صار في القبر
وخادم سنات الرسول حياته
وأنواره تبقى إلى الحشر والنشر
وما غاب إلا شخصه عن عيوننا
بخزي على خزي وقهر على قهر
فيا مبغضي هدى النبي ألا أبشروا
أبو جهل المقصوم في ملتقى بدر
سلكتم سبيلا قد قفاها إمامكم
كما لزم الإحراق للقابض الجمر
وعاقبة المتبوع حتم لتابع
فكم كذبت من قبلكم أمم الكفر
فإن أنتم كذبتم بوعيده
فصاروا أحاديث المقيمين والسفر
فصب عليهم ربهم سوط نقمة
عليهم) إليك الأمر في العسر واليسر
(فيارب هل إلا بك النصر يرتجى
وكادوا لها فاجعل لهم كيدهم يفري
قلوا سنة المختار يبغون محوها
قليل وقد يعلو القليل على الكثر
هم استضعفونا اليوم من أجل أننا
وأعداؤه للبغي من جهلها تجري
ولا سيما أن كاد لله قائما
لمن يقتدي بالمصطفى من ذوي الحجر
وإدراك إحدى الحسنين محقق
وخاذل أنصار النبي بذا العصر
ومن ظن أن الله مخلف وعده
عريض القفا بين الورى مظلم الفكر
فذاك غليظ الطبع أرعن جاهل
حياتهم هذى وفي موقف الحشر
تكفل بالنصر العلي لحزبه
ولكنه يخفى على الفدم والغمر