ومما يدل على شدة اهتمام الإسلام بالرقيق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى به في آخر لحظة من حياته وقرنه بركن من أركان الإسلام وهو الصلاة كما روى أحمد وأبو داود وابن ماجة من حديث أنس رضي الله عنه قال: كانت عامة وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حضرته الوفاة وهو يغرغر بنفسه: "الصلاة وما ملكت أيمانكم" ,قال الشوكاني في نيل الأوطار: ج٧ ص ٣: "حديث أنس أخرجه أيضا النسائي وابن سعد وله عند النسائي أسانيد منها ما رجاله رجال الصحيح"أهـ.
وللعبد الحق في أن يقوم بشعائر دينه الواجبة عليه كالصلاة والصيام، ويجب على سيده أن يرفق به كما مضى في الحديث وأن يساعده على أداء الواجب عليه، كما ينبغي أن يساعده على أفعال الخير التي يريد فعلها وليست واجبة عليه كصلاة الجمعة والجماعة والحج والعمرة وغيرها، بل ينبغي أن يأمره سيده بذلك ويعلمه أمور دينه ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر، وينبغي أن يزوجه إذا رآه في حاجة إلى الزواج، ويزوج الأمة كذلك إن لم يكن راغبا فيها هو، حتى لا يضطر العبد أو الأمة إلى مقارفة الفاحشة.
ومن أراد الاطلاع على شبه الأعداء التي يوردونها للطعن في الإسلام بسبب موقفه من الرق والجواب على تلك الشبه فليراجع (فصل الإسلام والرق) من كتاب (شبهات حول الإسلام) للأستاذ محمد قطب.
٧- الخادم
اقتضت مشيئة الله وحكمته أن يجعل بعض عباده أغنياء وبعضهم فقراء، وسخّر كلاّ من الطائفتين للأخرى، هذه تنمي المال وتنفق منه على تلك، وتلك تقوم بالعمل مقابل ذلك الإنفاق.