٥- وإذا كان الخادم صالحا كفؤا, وهو في حاجة إلى الزواج وعند السيد بنت أو أخت صالحة للزواج فيحسن أن يزوجه إياها، فقد عرض الرجل الصالح صاحب مدين على موسى أن ينكحه إحدى ابنتيه ونفذ ذلك بالفعل، وليس في عرض المرأة على الرجل الصالح غضاضة ولا عيب، وإنما العيب كل العيب في ترك المرأة تختلط بالرجال الأجانب وتختلي بهم فيحصل من ذلك ما يحصل من الشرور العظيمة، وهذا ما لا يبالي به كثير من الناس وهو أمر قبيح يدل على دياثة من يفعله، وإذا ذكر له عرض بنته على رجل صالح شمخ بأنفه وتكبر ورأى في ذلك حطا من كرامته, وهذا من قلب الحقائق ووضع الأمور في غير موضعها، فإن الكرامة والنزاهة في تزويج المرأة ولو اقتضى عرضها، والإهانة والخسة في إطلاقها تفعل ما تريد، وتتصل بمن تشاء، وعرضها على رجل صالح يتزوجها خير من اتصالها بفاسق يستبيح عرضها ويلطخ شرف أهلها برجس الفجور والفحشاء، وفي سيرة سلفنا الصالح - في هذا الباب وغيره - خير قدوة لمقتفي آثارهم والله المستعان.
[١] شقصا بكسر الشين وسكون القاف نصيباً وفي رواية لمسلم أيضاً شركاً