للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم تكن هذه السلطنات تخضع لحكومة واحدة وإن كانت بينهم علاقة وطيدة، وهناك آثار توجد الآن تدل على أن الإسلام دخل الفلبين من زمن بعيد في عهد العباسيين.

بداية الصراع

في عام (٩٤١هـ- ١٥٢١م) أرسلت إسبانيا بعثة من مبشرين نصارى للبحث عن طريق موصل للهند، خرجت هذه البعثة مارة على المحيط الباسفيكي، وبقدرة الله تعالى رست على جزر الفلبين، وحينما وصلوا وسط هذه الجزر خاصة وجدوا أن المسلمين بها قلة فاستقروا فيها، لكنه حدث صراع بين (ماجلان) قائد البعثة و (لافولافو) أحد رؤساء المسلمين في جزيرة (ماكتان) حيث قتل الاثنان ثم هرب الباقون من الإسبان ثم رجعوا إلى إسبانيا حيث قدموا تقريرا لملكهم، ودرست بناء على هذا التقرير طريقة الوصول إلى هذه الجزر، ومن تلك الفترة والصراع محتدم بين المسلمين والإسبان، وقد قاتلهم المسلمون في شجاعة خارقة وبطولة خالدة وتضحية نادرة دفاعا عن العقيدة الإسلامية وعن الوطن, ولكن شاء الله أن استولى الإسبانيون على الحكم, وأسموا الجزر بـ (الفلبين) نسبة إلى الملك (فليب الثاني) ملك إسبانيا في هذه الفترة، وقد استمر الحكم الإسباني من (٩٨٠-١٣١٦هـ، ١٥٦٠-١٨٩٨م) حيث استطاعوا أثناء احتلالهم الاستيلاء على أكبر جزيرة (لوزون) وعلى وسطها حتى امتد إلى الجنوب، وإن كان الإسبان لم يستطيعوا الاستيلاء على (مينداناو) و (صولو) لقوة سلاطينها، ولذا ظل الصراع بين المسلمين والنصارى محتدما ما يربو على ثلاثمائة سنة.

والإسبان هم الذين نظموا جنود الفلبين لحرب أهل الجنوب, لكن الجيوش لم تستطع الانتصار على المسلمين، وكان القتلى أغلبهم من النصارى، أما عدد المسلمين الذين استشهدوا للدفاع عن إسلامهم منذ دخول الإسبان حتى الآن فلا يعد ولا يحصى، ومنذ احتلال الإسبان إلى خروجهم والحكومة القائمة بعدهم لم تستطع دخول (مينداناو) .