هذا نشاط المسلمين من ناحية نشر دينهم في الفلبين، وأما من ناحية الذود والدفاع عنه فهناك منظمات سرية قد تدربت تدريبا حربيا وكونت لأجل حماية الإسلام والوطن، بعد أن أحس المسلمون بأن الحكومة تتعصب للنصرانية, وتخطط مع النصارى تخطيطا يقصد به تنصير مسلمي الفلبين بالقوة حتى تكون دولة نصرانية محضة.
وإضافة إلى تلك المنظمات السرية فقد كلف المسلمون بشراء الأسلحة، فمنهم من استطاع ذلك ومنهم من لم يستطع، فاعتمد - بعد الله تعالى - على ما ترك له آباؤه وأجداده من الرماح والسيوف التي قاوَمُوا بها المستعمرين الأوائل من الإسبان واليابان والأمريكان.
نشاط أعداء الإسلام في نشر المبادئ الهدامة
أما نشاط أعداء الإسلام في نشر المبادئ الهدامة في الفلبين فلا شك أنه كان ولا يزال في غاية الجهود والتعصب في بثه بين المواطنين اللادينيين فينصرونهم بكل وسيلة، وقد قامت الجمعيات التبشيرية النصرانية الصليبية بإنشاء مدارس في المناطق الإسلامية بلا استثناء, معتمدة في ذلك على حماية الحكومة وضمان العبادة وإقامة الطقوس الدينية، وكان من لا يجد ريا لظمئه للمعرفة لدى المدارس الإسلامية أو المدارس الحكومية ينتسب إلى مدارس الجمعيات التبشيرية النصرانية الصليبية حتى إن بعض من نشأوا بعيدا عن روح الإسلام والعقيدة الصحيحة جذبتهم هذه المدارس واستطاعت بفعل الروح التبشيرية المسيطرة فيها أن تكسبهم إلى صفوف النصرانية، ولقد استطاعت هذه الجمعيات التي تنهج طريقة التسليف أن ترسخ دعائمها في المناطق الإسلامية بفضل الأموال الطائلة التي يغدقها الفاتيكان والمنظمات الكاثوليكية كمنظمة (نوتريديم) التي استطاعت أن تحقق نجاحا كبيرا في مقاطعات (كوتباتو) بالفلبين إذ قامت بإنشاء جامعة نوتريديم في مدينة (كوتباتو) وزوّدتها بإحدى معدات الطباعة العصرية وأخذت تصدر نشرة تسمى (صليب مينداناو وصولو) .