وإذا كان هذا هو نظام الإسلام في النواحي الاجتماعية التي تربط الأفراد والجماعة، فإنه في نظامه الفردي يعتبر نموذجا عاليا فريدا في كل نواحيه حيث يأخذ الفرد بالعادات الطيبة منذ نشأته فيحتّم عليه النظافة في البدن والملبس والمسكن والمكان، وفي الطعام والشراب، ثم يأتي دور الصلاة في تعويده على الطاعة والنظام والارتباط بمواعيد محددة وأوقات معينة، وهكذا في سائر العبادات التي تكوّن في الفرد الضمير الحي، وتنميه على تحمل المسئولية وتقدير الواجب.
أمّا نظام الإسلام التشريعي فحسبك ما نرى في البلاد التي تطبّقه من أمن واستقرار ومن تلاشي الجريمة حتى لا تكاد توجد إذا قسنا ذلك بالنسبة للبلاد التي لا تنفذه.. فالإنسان خلال التشريع الإسلامي العادل آمن على نفسه وآمن على ماله وآمن على متجره ومنزله وآمن على أسرته.. وإنّ أدب الإسلام في الحفاظ على الجار تجعل المسلم يشعر بالطمأنينة إن سافر أو أقام.
ولا يوجد في العالم نظام يداني الإسلام في كماله وروعته وتناسقه حيث يراعي الإسلام حقوق الفرد وواجباته، وحقوق الأسرة وواجباتها، وحقوق المجتمع وواجباته بلا عدوان من سلطة على سلطة، وبدون إهمال لناحية أو تقديم لناحية، بل الحقوق متوازنة مع الواجبات، والالتزامات متناسبة مع الاحتياجات.
ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره أو قال: لأخيه ما يحب لنفسه.." وممّا يرويه أبو هريرة أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أوَلاَ أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم".