أما رسالة المرأة مع أطفالها: فأطفال اليوم هم شباب المستقبل، هم رجال الغد، وأن السيدة الفاضلة الحكيمة العاقلة المهذبة الرشيدة. هي التي ترعى أولادها تنشئهم على الفضيلة ومكارم الأخلاق، وتربيهم على الصفات الحسنة الطيبة الجميلة تغرس فيهم معاني البطولة بما تقصه عليهم من قصص الأنبياء والرسل، وأهل الحكمة الإسلامية، وعظماء التاريخ وأبطال الإسلام.
إن السيدة التي جعلت من المنزل داراً للحكمة ومدرسة للتفقه في كتاب الله وهدي الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم وسير السلف الصالح المبارك. إنما تجعل من منزلها مركز إشعاع يوجه الخير للمجتمع بما تخرجه من أفراد ممتازين علماً وخلقاً، ويصبح المنزل متعاوناً مع المدرسة، فتعاليم المدرسة متممة لبناء المنزل وتربية المنزل مكملة لرسالة المدرسة.
لقد نشأت النساء في صدر الإسلام على حب العلم والتفقه في الدين فأورثهنّ ذلك أمهات الفضائل فأصبحن خير الزوجات وخير الأمهات بل إنهن منارات في البيوت الإسلامية حليتهم مكارم الأخلاق من الحياء والعفاف والجود والكرم والحلم والعلم يصونهن الحجاب الذي بني على تقوى الله، ورسمه القرآن الكريم في آيات بينات معجزات أظهرت الأيام عظمة أسرارها في سعادة الفرد والأسرة والمجتمع.
قال الحكيم العليم:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً، وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً} الآيات من سورة الأحزاب ٣٢- ٣٣، وهكذا يختار الله هذا المسلك الطاهر لأمهات المؤمنين وهي قدوة لبقية المؤمنات.