فإن رأى أمير المؤمنين أيده الله تعالى أن يؤمر بفتحه لأدخل إليه فيه هوّن علي المشي وودع جسمي، وأحب أن تعود وتنهي إليه ذلك عني حتى تعرف رأيه فيه. وكذلك تعود إلي فإني أراك فتى سديداً فكن على الخير معيناً. ومضى عنه الفتى، ثم رجع بعد حين وقال: يا فقيه. قد أجابك أمير المؤمنين إلى ما سألت وأمر بفتح باب الصناعة وانتظارك من قبله، ومنه خرجت إليك وأمرت بملازمتك مذكراً بالنهوض عند فراغك، وقال: افعل راشداً، وجلس الخصي جانباً حتى أكمل أبو إبراهيم مجلسه بأكمله وأفسح ما جرت به عادته غير منزعج ولا قلق فلما انفضضنا قام إلى داره فأصلح من شأنه ثم مضى إلى الخليفة الحكم. فوصل إليه من ذلك الباب. وقضى حاجته من لقائه ثم صرفه على ذلك الباب فأعيد إغلاقه على إثر خروجه ".