للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واعلم - فعلم المرء ينفعه -

وقوله: {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى} جملة حالية من فاعل سخرنا وقوله: {وَحُسْنَ مَآبٍ} بالنصب عطف على زلفى وبالرفع على أنه مبتدأ خبره محذوف تقديره له.

المعنى الإجمالي: ولقد بلونا هذا العبد الصالح واختبرناه وطرحنا على سريره شق ولد ثم رجع إلى ربه قال: سيدي ومالكي ومصلح شأني استر علي وامنحني سلطاناً لا يكون لشخص سواي إنك أنت كثير العطاء فذلّلنا له الريح تسير بسبب أمره لها سرعة لينة طيبة إلى أي جهة قصدها وهذا عند حبه للينها أما إذا أرادها شديدة عاصفة فإنها تكون كذلك كما قال: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً} وسخرنا له مردة الجنّ يصرف بعضهم في الأعمال الشاقة من البناء والغوص لاستخراج اللآلئ وآخرين يقيدهم بالقيود وقلنا هذا الموهوب منحة لك منّا وإذا كان كذلك فتصرف فيه بلا حساب عليك لقد سخرنا له هذا في الدنيا والحال أن له عندنا لدرجة عالية وجميل مرجع.

ما ترشد إليه الآيات: ١- فتنة سليمان ٢- أن إلقاء الجسد على كرسيه كان من الفتنة ٣- رجوعه إلى ربه ٤- أن طلب التسلط للغرض الشريف جائز ٥- لم يكن طلب سليمان ملكاً لا ينبغي لأحد سواء من باب الأثرة الممقوتة والأنانية ٦- إجابة دعوة سليمان عليه السلام ٧- تسخير الريح بهذه الصفة مخصوص لسليمان ٨- وأن الريح كانت منوعة رخاء وعاصفة ٩- تسخير الشياطين لسليمان ١٠- وهذه التسخير من خصوصياته ١١- إطلاق يده ١٢- درجته العالية في الدنيا والآخرة.