للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد يحيط الإنسان بالكون علماً

وهو عن نفسه جهول نعيد

كيف يقوى على اختراع الهدايات

جهول بقدره محدود:

مجد قومي إضاعة اليوم بعد

عن سنا هدى أحمد وجحود

فإذا الأهل فرقة وعداد

وإذا القوم ظالم وحسود

قد أضعنا ذواتنا حين ضاع

الشرع فينا ... فعمنا التنكيد

أمم الأرض قد تنادت علينا

وحدت بينها وشدت حقود

قد غزتنا مذاهب ودعاوات

ضلال يشيب منها الوليد

عبدوها يا رب ظلماً وجهلاً

دعونا. . فكان منا الصمود

عيّرونا بأننا لك يا رب

دعاة. . ووجهك المقصود

فعلى الجفن والعيون رقيب

وعلى النطق واللسان قيود

وإذا استعذب النعيب توارى

خجلاً خلف كبره الغريد

لهف نفسي!! أفي ترى قدس قومي

يزدهي اليوم غاصبون يهود؟!

المناكيد تحت أرصفة الدهر،

أتعلوا لهم علينا بنود؟!

رب عفواً يكاد يخنقني الدمع

ودمعي -كما علمت - عنيد

ما دموعي يا رب إلاّ دعاء

علك اليوم بالصلاح تجود

حز في النفس أن ترانا حيارى

أو يرضيك تيهنا أو تريد!

الأماني كل ما يملك العرب

وأولى بالأمنيات قعيد

يصبغ الوهم بالفتون أمانينا

ويلهوا بنا الخيال الشرود

اللذاذات همنا وهوانا

ومني النفس ربنا المعبود

ربنا ضاعت العقيدة فينا

فاحتوانا الضياع والتشريد

يلتقي الناس في الشدائد

وازدادت خلافاتنا.. وعز الرشيد

العليم العليم فينا عليم

كيف يجتاح صحبه ويصيد

وعلى أهله وكل ضعيف

القوي الشديد فينا شديد

أوجع الداء جهلك الداء حتى

لست تدري الأذى ولا ما يفيد

قد جهلنا حتى العدو من الصحب

فسيان ناصح ولدود

وبذل نرجو الدواء من الداء

فيأتي لكن! ! كما لا نريد

سبقتنا إلى الربيع السنونو

واحتمى خلف والديه الوليد

وأضعنا الربيع والأب والأم

وركناً هو الركين الوطيد