الأمر هذا الذي وصفنا، وإن للمتجاوزين حق التوحيد إلى الكفر لقبيح مرجع. النار المحرقة البعيدة القاع يدخلونها ويعذبون بها، ويفترشونها، فقبح وذم وساء الفراش جهنم. هذا العذاب فليحسوا به ـ ماء شديد الحرارة، وقيح وصديد يجري من أجساد أهل النار، أو عين في جهنم ينغمسون فيها. يصهر به ما في بطونهم والجلود. وعذاب آخر من مثل المذكور في الشدة والفظاعة أنواع، ويقال للرؤساء عند دخول النار: هذا جمع كثير داخل وسط شدة مخيفة في صحبتكم! فيقول الرؤساء: لا سعة عليهم، إنهم داخلوا النار، قال الأتباع للرؤساء: بل أنتم سببتم لنا هذا العذاب. فبئس المقر جهنم قالوا: سيدنا ومالكنا من سبب لنا هذا العذاب فزده عقاباً مضاعفاً في جهنم. قالوا: أي شيء حدث لنا حال كوننا لا نبصر رجالاً في جهنم كنا نعتبرهم في الدنيا من الأراذل؟ ننكر على أنفسنا الآن الاستهزاء بهم في الدنيا أو جعلهم مسخرين، بل ننكر على أنفسنا ما هو أفظع وأشد وهو جعلهم محقرين حتى كأنَّ العين بنفسها تمجهم لقبح النظر إليهم. إن هذا التدافع والتفاوض والتقاول لا بُد من وقوعه البتة، وهو تقاول أهل النار.
ما ترشد إليه الآيات:
١ـ بيان حال أهل النار.
٢ـ تنوع عقابهم.
٣ ـ تبرؤ الذين اتُبِعوا من الذين اتّبَعُوا.
٤ـ الدعاء عليهم.
٥ـ دعاء الأتباع على المتبوعين.
٦ـ وصمهم بأنهم سبب بلائهم.
٧ـ تبكيتهم لأنفسهم على ما قدموا من الإساءة للفقراء.