وتبني المملكة العربية السعودية أعلى الأمل في استخلاص رأي موحد فيه. بعد أن بدا شمل العالم الإسلامي ملتئماً تحت راية التضامن الإسلامي التي رفعها الفيصل - أيده الله بنصره وتوفيقه - عالية فوق كل شعارات الدنيا، فأصبحت هي الشعار الأوحد الذي عادت الأمة به إلى دينها الحق.
غير أن المحاولة الجديدة من الرابطة لإنشاء مرصد فلكي (في رأيي الخاص) تقضي على تلك الجهود التي استهدفت توحيد الأهلة. وربما انصرف كثير من الدول عن الاعتماد علينا في الرؤية. في بدء الصوم والخروج منه، والسبب أن معظم الدول لديها مراصد فلكية، تصوم وتفطر بما يصدر عن مراصدها. وإذا كان شبه إجماع على الأخذ برؤية المملكة فيما مضى.. فإنه بمجرد أن يبدأ المرصد (هنا) عمله سوف لايكون شيء من هذا الإجماع.
ف (الثابت واقعياً وعملياً والمشاهد حسيا أن الهلال يرى في بعض البلاد بعد غروب الشمس، ولا يرى في بعضها إلا في الليلة الثانية، معنى هذا أن رؤية الهلال أول الشهر قد تكون متيسرة لبعض الأقطار دون بعض فاختلاف مطالع القمر أمر واقعي مشاهد وظاهرة كونية لا جدال فيه) هذا ما يؤكده كثير من المختصين في شؤون الفلك. ولا أخال الدراسات التي تجمعت لدى الرابطة قد أهملت الإشارة لمثل هذه الخلافات العلمية.
ثم لا ننسَ حكمة الشارع - سبحانه وتعالى - عندما (جعل صيام رمضان والحج في أشهر قمرية رأفة بعباده كما يقول العلماء حتى لا يحتاج العامي في قريته والبدوي في قفاره إلى الراصدين وحتى لو سها في تعداد أيام الشهر القمري فإن رؤية الهلال تذكره نسيانه وتصحح خطأه فرؤية الهلال لا يختص بمعرفتها العالمون والراصدون ولا يكون لهم كبير امتياز عن العامة) .