هذا، وتصنف البطاقات في الفهرس دائماً هجائياً تحت اسم المؤلف وهجائيا تحت العنوان وهجائياً بالموضوع. أما فهارس المواد - غير الكتب - كالدوريات والخرائط والمواد السمعية والبصرية والأفلام والمخطوطات والاسطوانات وغير ذلك فليس لها وجود بكثرة في المكتبات العربية بل قد لا يكون لنفس هذه المواد وجود. وفي حالة وجودها والرغبة في فهرستها نرى اتباع الطريقة المستعملة بشأنها في دار الكتب المصرية ومكتبة الكونجرس الأمريكية.
ويمكن القول أن الفهرسة الوصفية في العالم العربي - حتى الآن - ليست موحدة ولا مقننة ونرى أن تبذل جهود جادة يتم بمقتضاها في القريب العاجل عمل الفهرس البطاقي الموحد لا بالنسبة لدولة عربية على حدة بل بالنسبة لكل الناطقين بالضاد كما هو الحال في مكتبة الكونجرس الأمريكية والمكتبات الأمريكية والإنجليزية الأخرى.
ثانيا - التصنيف:
يحتل التصنيف مكان الصدارة بين فروع علم المكتبات إذ هو يتناول التنظيم المقنن للمعرفة البشرية كما هي ممثلة في الكتب ومواد القراءة وهذه هي العملية الرئيسية الأولى من بين العمليات التي تقوم بها المكتبة لترتيب كتبها حتى يتيسر لها أداء الخدمة المكتبية للقارئ في أقل وقت ممكن ولهذا يعتبر الكثيرون أن التصنيف هو أساس علم المكتبات. لذا اهتم كثير من المشتغلين بالمكتبات بنظم التصنيف وخاصة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
ففي سنة ١٨٧٦ م صدرت الطبعة الأولى من التصنيف العشري للمكتبات الذي يعد بمثابة نقطة هامة بل وحاسمة في تاريخ علم المكتبات.
ولعل علماء التصنيف أو بالأحرى واضعي خطط التصنيف هم أشهر علماء المكتبات وقد أصبح (ملفل ديوي) علماً على هذه المهنة في أمريكا وفي أجزاء أخرى من بلدان العالم.
كما وضع (كنز) خطة التصنيف الواسعة التي تلافي فيها العيوب العملية في خطة ديوي في رأي كثير من الناقدين.