أسرار خودي: يعني أسرار معرفة الذات, ورموز بيخودي: أي أسرار فناء الذات, وبيام المشرق: أي رسالة الشرق, في جواب كتاب (جوته) (تحية الغرب) , كما ترك زبور عجم, وجاويد نامه, وماذا ينبغي أن تعمل الشعوب الشرقية, ومسافر, وأرمغان حجاز: أي هدية الحجاز, وترك باللغة الأوردية بال جبريل: أي جناح جبريل, وضرب كليم: يعني: ضرب موسى, وغير هذه الكتب محاضرات ألقاها في مدينة (المدارس) طبعت باسم (تجديد التفكير الديني في الإسلام) , محاضرات ألقاها في جامعة (كامبردج) , وقد اعتنى بهذه المحاضرات المستشرقون وعلماء الفلسفة والدين اعتناء عظيماً وعلّقوا عليها أهمية كبيرة.
ومن وراء جبال (الهيملايا) ومن خلف التلال والهضاب سارع أحد علماء روسيا, متكلفا المشاق والأهوال, راكبا الأخطار والأوعار, حتى التقى بإقبال, ونقل عنه مبادئه وأصول فلسفته, التي أودعها ديوانه (أسرار خودي) .
أما في ألمانيا فقد قام الأستاذ (دايشور وسو) , والدكتور (فيشر) الأستاذ بجامعة (ليبرنغ) , وصاحب مجلة (إسلاميكا) , والشاعر الألماني الفيلسوف (هانسي) , قام هؤلاء جميعاً وترجموا لإقبال, وكتبوا عن شعره وفلسفته, وقارنوا بينه وبين (جوته) الشاعر الألماني العظيم و (نيتشه) , بل قامت هناك في ألمانيا جماعة اسمها جماعة إقبال, تشرف على ترجمة آثاره, ونشر مبادئه في ربوع البلاد, وفي أروقة الجامعات.
وهكذا فعل (اسكاريا) في ايطاليا, و (ميكنري) في أمريكا, و (نيكلسون) والمستشرق (براون) في إنكلترا, والدكتور عبد الوهاب عزام في مصر إذ كان له الفضل الأكبر في التعريف بـ (إقبال) في أرجاء العالم العربي.
ومرض إقبال في آخر حياته, وظل أياما طويلة رهين الفراش, ولم يزل لسانه يفيض بالشعر, وقد قال قبل وفاته بعشر دقائق:
"ليت شعري! هل تعود النغمة التي أرسلتها في الفضاء, وهل تعود النفخة الحجازية, قد أظلني موتي, وحضرتني الوفاة, فليت شعري هل حكيم يخلفني؟ ".