والشيوخ, وله مصنفات يطول ذكرها, فأشهد أنه لم يخلف على أديم الأرض مثله".
وقال أبو ذر الهروي: "قلت للحاكم: هل رأيت مثل الدارقطني؟ فقال: هو لم يرَ مثل نفسه فكيف أنا".
وكان عبد الغني بن سعيد المصري إذا ذكر الدارقطني قال: أستاذي. وفي تاريخ بغداد قال القاضي أبو الطيب الطبري:"كان الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث وما رأيت حافظا ورد بغداد إلاّ مضى إليه وسلم له". يعني فسلم له التقدمة في الحفظ وعلو المنزلة في العلم.
وقال عبد الغني بن سعيد المصري: "أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة: علي ابن المديني في وقته، وموسى بن هارون في وقته، وعلي بن عمر الدارقطني في وقته".
وقال ابن العماد في شذرات الذهب: "الحافظ الكبير شيخ الإسلام إليه النهاية في معرفة الحديث وعلومه وكان يدعى فيها: أمير المؤمنين".
وقال العراقي في طرح التثريب: "وكان أحفظ أهل زمانه, صنف السنن والعلل والمؤتلف والمختلف وغير ذلك".
وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان: "الحافظ المشهور كان عالما حافظا فقيها على مذهب الإمام الشافعي"، وقال: "وانفرد بالإمامة في علم الحديث في عصره ولم ينازعه في ذلك أحد من نظرائه"، وقال ابن السبكي في طبقات الشافعية: "الحافظ المشهور الاسم صاحب المصنفات إمام زمانه وسيد أهل عصره وشيخ أهل الحديث".
آثاره:
وقد ترك الدارقطني بعده للأمة الإسلامية كتباً قيمة, ألفها وأحسن في تأليفها, وقد أثنى كبار المحدثين وجهابذتهم على هذه الكتب, فمنها كتاب العلل الذي قال فيه الذهبي في تذكرة الحفاظ:"وإذا شئت أن تبين براعة هذا الإمام فطالع العلل له فإنك تندهش ويطول تعجبك".