ويوجد في نسخ كثيرة من التلمود المطبوع في المائة سنة الأخيرة بياض أو رسم دائرة بدلاً عن ألفاظ سب في حق المسيح والعذراء, والرسل كانت مذكورة في النسخ الأصلية. . ومع ذلك لم تخل من طعن في المسيحيين. فإنه يُستفاد من الشروحات أن كل ما جاء في التلمود بخصوص باقي الأمم غير الأمة اليهودية كلفظ (أميين، أو أجانب، أو وثنيين،) المراد منها المسيحيين.
ولما أطلع المسيحيون على هذه الألفاظ هالهم الأمر، وتذمروا ضد اليهود فقرر المجمع الديني لليهود وقتئذ في مدينة بولونيا سنة ١٦٣١ أنه من الآن فصاعداً تترك محلات هذه الألفاظ على بياض أو تعويض بدائرة على شرط أن هذه التعاليم لا تعلم إلا في مدارسهم فقط فيشرحون للتلميذ مثلاً أن المسيحيين مجبولون على الخطايا ولا يجب استعمال العدل معهم ولا محبتهم أصلا!!
وقال (المحامي هارت روسكي) أنه يوجد كثير من اليهود لم يطلعوا على التلمود ولم يعلموا ما فيه. ولكن من اطلع منهم يعتقد أنه كتاب منزل، ويبذل الجهد في نشر قواعده المضرة بين أبناء جنسه، وهؤلاء يبجلونها ويستعملونها في الغالب.
وقد اعتني بطبع التلمود طبعات مختلفة. والمستعمل منها هي النسخ التي طبعت منها في مدينة البندقية وهي الطبعة الكاملة. أما ما طبع في مدينة (أمستردام) في سنة (١٦٤٤) ، وفي (سلزباج) سنة (١٧٦٩) وفي (فارسوفيا) سنة (١٨٦٣) وفي مدينة (براغ) سنة (١٨٣٩) فكلها مشطورة وما لم يذكر من الألفاظ السالفة الذكر إلا في النسخ المطبوعة في مدينة البندقية يشيرون إليه في باقي النسخ بلفظة (بند) ، أي أن ما هو محذوف في هذه النسخة موجود في النسخ المطبوعة في مدينة البندقية، فعليك بمراجعتها.