للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد رأيت في خزانة الكتب ببرلين مجلدين ضخمين يشتملان على أسماء الكتب السريانية المخطوطة الموجودة في هذه الدار وحدها فما بالك بخزائن الكتب التي توجد عند السريانيين في الشام والعراق وقد زرت مدرستهم في الموصل، والتدريس فيها باللغة السريانية وهي مؤسسة لتخريج القسيسين، ولما قال لي مدير المدرسة وهو قسيس: اسأل التلاميذ عمّا تريد. فقلت لا أريد أن أخجلهم. فقال: لا بل اسألهم. فأشرت إلى تلميذ عمره خمس عشرة سنة تقريبا يلبس لباس الرهبان كسائر التلاميذ وقلت له تستطيع أن تترجم أبياتا عربية بالسريانية فقال نعم. فقلت له ترجم الأبيات التالية:

تعلم فليس المرء يولد عالما

وليس أخ علم كمن هو جاهل

وإن كبير القوم لا علم عنده

صغير إذا التفت عليه المحافل

وإن صغير القوم والعلم عنده

كبيرا إذا ردت إليه المسائل

فترجمها شعرا بالسريانية أحسن ترجمة.