فهذه (السكتة الحداد) إذا بضاعة مستوردة من ديار لا يؤمن أهلها بأن للروح بعد الموت حياة أكمل من هذه الحياة قد تتنعم فيها أو تعذب بحسب كسبها في هذه الدار، فلذا هم لا يصلون ولا يستغفرون أو يترحمون، فليحذر هذا المسلمون، وليبعدوا هذه النفايات الشيوعية خارج ديارهم فإنها خطر على وجودهم الروحي وكرامتهم الإسلامية.
وأخيرا كلمة (الرجعية)
إن هذه الكلمة وإن كانت مستوردة بدون شك ومن البلاد الناقمة على الدين والمتدينين، فإن لها شبها لدى المسلمين وهو كلمة (السلفية) التي هي عبارة عن التمسك بما كان عليه سلف هذه الأمة من عقائد وآداب وأخلاق، ولذا فهي كلمة مدح لا ذم، والسلفي من الرجال مبجل مكرم عند المسلمين.
أما كلمة الرجعية الخبيثة فالأصل فيها أن الدول البلشفية لما ثارت على الكنيسة وقضت على الديانة المسيحية في بلادها، وانقلبت البلاد إلى شيوعية بحتة لا مجال فيها للدين أو التدين أصبح كل من يحن إلى عهد التدين الماضي ولو بعبادة أو ما دونها كإشارة يتهم بعدم الرضا عن العهد الشيوعي ويوصف بكلمة (رجعي) ليسهل عليهم الانتقام منه والضرب على يديه تحت ستار كلمة الرجعية المجملة المبهمة والتي يخفي معناها على سواد الناس، وتفسر عندهم بالفساد والجمود، في حين أن معناها ما ذكرنا: الالتفات إلى عهد الدين والتدين الماضي، فلهذا كان من الظلم والكفر أن يوصف بها المسلم، أو تقال بين المسلمين. لأن وصف المسلم بها ومعناها كما سبق: السخرية بالإسلام وإظهار النقمة عليه.
وخلاصة القول أن كلمة الرجعية كسابقتها من البضاعة المستوردة الخبيثة التي وصلت إلى الديار الإسلامية بواسطة ترجمة ونقل الأحداث المغرورين من أنباء الإسلام، فعلى المسلمين إذا أن ينتبهوا لمثل هذه البضاعة الرخيصة وأن يلفظوها بعيدا عنهم فإنها من نفايات الأفكار، من رجس الشيوعية والإلحاد، وقى الله المسلمين وديارهم كل سوء ومكروه آمين.