ثم في يوم الأربعاء الموافق ١/٥/١٣٩٤ هـ زارني، في مقر الجامعة الإسلامية بالمدينة، سعادة السفير التونسي لدى المملكة، وسلّم لي رسالة من الوزير مدير الديوان الرئاسي، الشاذلي القليبي، برقم ٤٠٦ وتاريخ ١١/ماي/١٩٧٤م،وهذا نصها:
فضيلة الشيخ السيد عبد العزيز بن عبد الله بن باز، رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - المملكة العربية السعودية.
أما بعد: فأتشرف بإعلامكم أن فخامة الرئيس الجليل قد اطلع على برقيتكم المؤرخة ٢٣/ربيع الأول/١٣٩٤هـ، وهو إذ يشكر لكم حسن عنايتكم، وقيامكم بالنصيحة لله، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم. يرجو أن لا يغيب عن أذهان سائر إخواننا المسلمين أن الحبيب بورقيبة إنما جاهد فرنسا لإعلاء كلمة الله والوطن، وإرجاع تونس دولة مستقلة، دينها الإسلام، ولغتها العربية، وهو أول بند من بنود دستورها، وما كان ليدور بخلد فخامته الطعن في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولا في مقام الرسول الأكرم - عليه أفضل الصلاة والتسليم - وهو الذي نصر الحق بالحق، وهدى إلى الصراط المستقيم وإني أرسل إليكم، صحبة هذا، نص خطاب فخامة الرئيس، بمناسبة المولد النبوي الشريف، حتى تكونوا على بينة من الأمر.
نسأل الله تعالى أن يعين الجميع على ما فيه خير الدين والدنيا، وأن يهدينا إلى ما فيه خير أمتنا الإسلامية وصلاحها.
وتفضلوا بقبول أزكى تحياتي ....
الشاذلي القليبي
الوزير مدير الديوان الرئاسي
وقد أجبت معاليه بما نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة المكرم معالي الوزير مدير الديوان الرئاسي، الشاذلي القليبي وفقه الله لما فيه رضاه.