للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنبتنا وللعباد صفة له، ولم يقيد العباد بوصف الإنابة كما تقدم في قوله {لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} لأن الرزق لعموم العباد، أما التبصرة والتذكرة فلا ينتفع بها إلا المنيبون، وقيل إن رزقا مصدر من معنى أنبتنا. لأن النبات رزق. وقوله {كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} كذلك خبر مقدم والخروج مبتدأ مؤخر وإنما قدم لإفادة الحصر ومرجع الإشارة إلى الحياة المستفادة من الإحياء.

المعنى الإجمالي:

أعموا فلم يمدوا أعينهم إلى السماء حالة كونها فوق رؤوسهم يسهل النظر إليها، فلم ينظروا إلى كيفية بنائها وعجيب صنعها، وجميل زخرفتها، والحال أنها خالية من الصدوع والشقوق، مع ضخامتها واتساعها وارتفاعها بغير عمد، وكذلك أغفلوا فلم ينظروا الأرض. لقد بسطناها ووضعنا فيها جبالا ترسيها حتى لا تميد بالناس وأنبتنا فيها من كل نوع يدخل البهجة والسرور على من ينظر إليه. لقد فعلنا ذلك. ليكون آية مستمرة منصوبة أمام أبصارهم وآية متجددة مذكرة عند التناسي، ينتفع بها كل عبد صالح. وأكثرنا من إنزال الماء العظيم المنافع إلى الأرض فأنشأنا به بساتين وأشجارا كثيرة وحب الزرع الذي يحصد ويقطع بالمناجل وتنال منافعه. وأيضا أنبتنا النخل حالة كونها طوالا وحال كونها لها ثمر في أول ظهوره متراكم ملتصق بعضه ببعض بداخل الكفرى كحب الرمان. لقد فعلنا هذا لأجل رزق العباد، وبعثنا بهذا الماء بلدة جامدة هامدة. كذلك بعث العباد من قبورهم يوم القيامة.

ما ترشد إليه الآيات:

١- وجوب النظر والتدبر في السموات والأرض. ٢ - توبيخ من لم ينتفع بنظره. ٣ - أن السماء مبنية. ٤ - أنها محكمة. ٥ - نصب الآيات الدائمة والمتجددة أمام الأبصار. ٦ - لا يتذكر إلا المنيبون. ٧ - في النخيل آية ظاهرة على قدرة الله. ٨ - أن رزق المؤمن والكافر على الله. ٩ - في إحياء الأرض الجامدة الهامدة بسبب المطر آية واضحة للقدرة على إحياء الموتى. ١٠ - تهويل أمر البعث.