{أَفَعَيِينَا} من عيى بالأمر كرضى إذا عجز عنه ولم يطق إحكامه، أي أفعجزنا. {بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ} هو إنشاء الإنسان من تراب ثم من نطفة ثم من علقة على التدريج. {لَبْسٍ} خلط وشبهة وحيرة وشك. ومنه الحديث:"فخفت أن يكون قد التبس بي" أي خولطت ومنه قول علي رضي الله عنه: يا جار: إنه لملبوس عليك الحق. اعرف الحق تعرف أهله، والعرب يقولون: في رأيه لبس، أي اختلاط. {خَلْقٍ جَدِيدٍ} يعني البعث: {الإِنْسَانَ} المراد به الجنس. {تُوَسْوِسُ} تحدث فالوسوسة هنا حديث النفس وما يخطر بالبال. وأصل الوسوسة الصوت الخفي ومنه وسواس الحلي. والجامع بين المعنى اللغوي والمعنى المراد هنا هو الخفاء في كل. {أَقْرَبُ} المراد من القرب هنا قرب العلم بفرينة اقترانه بالعلم في الأية،فهو كمعنى المعية بالسمع والبصر والعلم. وقيل المراد: قرب الملكين. وهذا بعيد. {حَبْلِ} يعني عرق. {الْوَرِيدِ} هو عرق كبير يجري فيه الدم ويصل إلى كل جزء من أجزاء البدن. ويكتنف صفحتي العنق. وهو في القلب الوتين وفي الظهر الأبهر وفي الذراع والفخذ الأكحل وعرق النسا، وفي الخنصر الأُسيلم. {يَتَلَقَّى} يأخذ ويثبت. {الْمُتَلَقِّيَانِ} الملكان الموكلان بالإنسان. {قَعِيدٌ} أي مقاعد كجليس بمعنى مجالس. ويحتمل أن يكون قعيد بمعنى قاعد وإنما عدل من فاعل إلى فعيل للمبالغة. {يَلْفِظُ} يرمي من فمه من خير أو شر. {لَدَيْهِ} عنده. {رَقِيبٌ} حافظ يرقب قوله ويكتبه. {عَتِيدٌ} حاضر معد مهيأ لكتابة ما يصدر عنه.