وإني أرى ضرورة انتشار المكتبات بمختلف الوزارات وفي كل المستويات ليعم جميع الطبقات بل وأود أن تنتشر الخدمة المكتبية على نطاق عربي في كل قرية وفي كل تجمع سكاني ولكني أرى ضرورة وجود وزارة للمكتبات ترعى شئونها وتعمل على تطويرها وانتشارها وأن تحظى المكتبات بما تحظى به وسائل اللهو والترفيه من العناية والرعاية أو أن يكون للمكتبة العامة من الإمكانيات المالية ما يتهيأ لصحيفة يومية أو جريدة أسبوعية في بعض الدول العربية.
وبديل هذه الوزارة أي وزارة المكتبات المقترحة أن يتم في ميزانيات الوزارات المختلفة في الدول العربية تخصيص بنود مستقلة في ميزانياتها للمكتبات لنشرها وتشييد مبانيها وتزويدها بالكتب والموظفين الفنيين وترميم كتبها وتجليدها وتحسين خدماتها إلى غير ذلك من شئون المكتبات بالإضافة إلى الاهتمام بالتأليف والمؤلفين وبالترجمة والنشر من جانب من يهمهم الأمر.
وقد آن الأوان أن تتحول المكتبة في الوطن العربي من مؤسسة ثانوية إلى مؤسسة أساسية، ثقافية وتربوية وأن يكون دورها وامتدادها موازياً لدور المدرسة وانتشارها خاصة وقد أصبح من الواضح امتداد الثقافة وانتشار القراءة والرغبة في الطموح وتخطى التخلف العلمي والتكنولوجي عند العرب وستظل المكتبة العربية على حالتها الراهنة تؤدي خدمة ثانية حتى تصبح مطلبا أساسيا لا يقل عن الغذاء فحينما يدخل الكتاب كل بيت كما دخل الراديو والتلفزيون عندئذ ستتحرك الحكومات العربية لتدعيم المكتبات ونشرها في أنحائها لتصبح مؤسسات أساسية تأخذ موقعها في كل قرية وفي كل حي من المدينة وفي كل مدرسة وفي كل مسجد.