أما الأمر يتطلب أجهزة كبيرة وتخصصات كثيرة وخبرات متنوعة في فروع المعرفة المختلفة كما في مكتبة جامعة من الجامعات وما نتبعها من مكتبات وكما في المكتبة القومية أو العامة للدولة وما قد يتبعها من مكتبات فرعية في الأحياء والمدن والقرى والتجمعات السكنية فإنه في تلك الحالة يحتاج الأمر إلى إمكانيات مالية كبيرة وبنود في ميزانية الوزارة المختصة تكفي للصرف على وظائف متنوعة تغطي إعداد الكتب ونوعية هذه الكتب وأغراض المكتبة ورسالتها وخدماتها للباحث أو للقارئ وتكفي لتوسيع خدمات المكتبة مستقبلا وتكون قادرة على تحسين مستوى الأداء أي أن يكون بمثل هذه المكتبات ميزانيات تغطي احتياجات المبنى والأثاث والموظفين وتكاليف العمال الفنية كالتصنيف والفهرسة والمراجع والإرشاد وتكاليف التزويد ومجموعات الكتب والمواد العلمية الأخرى كالخرائط والمصورات والمخطوطات والأفلام والميكروفيلم وغير ذلك من مواد المعرفة وأن تكون الموارد المالية كافية للصرف على المراجع وعلى أعمال الاستعارة الداخلية والخارجية وأن تهيئ هذه الموارد للمكتبة القدرة على أن تحدث أثرها في مجتمعها وأن تكون على صلة بغيرها من المكتبات.
في النظم الإدارية للمكتبات العربية:
إن المكتبة العربية مؤسسة متطورة شأنها شأن غيرها من المؤسسات وهي تتبع العملية التعليمية بالدرجة الأولى من حيث المدّ والجزر فحيثما ازداد التعليم وانمحت الأمية عرفت قيمة الكتاب وأصبح ذا أثر بيّن في حياة الأفراد والجماعات على أن العمل بالمكتبات العربية لا بد أن توضع له من النظم والقواعد ما يكفل إجراءات موحدة للعمل داخل هذه المكتبات بحيث تتشابه النظم أو تتحد في كل المكتبات.
فالملاحظ مثلا أن النظم المستخدمة في مكتبات الجامعات داخل الوطن العربي غير موحدة فضلا عن النظم المستخدمة في مكتبات من نوع واحد داخل الدولة العربية الواحدة.