[٦] وكذلك وضعت القسطنطينية منذ فتحها في رأس قائمة أهدافهم ونشاطاتهم، وقد تحلى ذلك في أكثر من مناسبة لا سيما في الحرب العالمية الأولى حين دخلتها جيوش الحلفاء (المعسكر النصراني الصليبية) وخيل إليهم أن يوم الثأر وانتزاعها من المسلمين قد حان فثار المعسكر النصراني الصليبي بمؤسساته وهيئاته وصحفه.. الخ. ثورة عارمة ونشط رجال الكنيسة الشرقية والغربية نشاطاً غريباً يستحثون حكوماتهم من أجل انتزاعها من أيدي المسلمين. وقد شعر المسلمون بذلك ورأوه بأعينهم وسمعوه بآذانهم. وقد بينت ذلك في محاضرة لي بعنوان (الحروب الصليبية طبيعتها ومداها في الزمان والمكان) . وبينت فيها إلى جانب ذلك كما يشير العنوان طبيعة الحروب الصليبية وحقيقتها والزمن الذي استغرقته وهي الأربعة عشر قرناً، وكذلك المكان الذي دارت عليه خلال هذه الفترة الطويلة.
[٧] انظر المحاضرة المذكورة فقد بينت فيها بعض المحاولات الكبرى التي قام بها المعسكر النصراني الصليبي عبر هذا التاريخ لانتزاع مدينة القدس ولا سيما محاولة الإمبراطورين نقفور فوقاس وحنا شمشقيق في منتصف القرن الرابع الهجري، وكذلك محاولات أوروبا خلال القرنين السادس والسابع الهجريين والتي أول من وضعها موضع التنفيذ البابا أوربان الثاني كما أشرنا أعلاه. ثم المحاولات الأخيرة في القرن الرابع عشر الهجري والتي بدأت قبيل سقوط الدولة العثمانية والخلافة الإسلامية حتى االلحظة الحاضرة.. بالتعاون مع المعسكرات الجاهلية الأخرى كما لا يخفى.
[٨] انظر مجلة البلاغ الكويتية عدد ١٨٦ تاريخ ٢٦/١٢/٩٢ هـ ص٣٥-٣٦ عن كتاب: الإسلام خلاصنا للأستاذ هادي المدرسي.
[٩] وكذلك المعسكرات الأخرى إلا أن حديثنا هنا عن المعسكر النصراني الصليبي.
[١١] انظر خطاب القسيس زويمر في نهاية هذه المحاضرة.