الشائعة حينذاك في بلاد نجد، والحجاز وغير ذلك من الوديان والبراري، فأنار الله جل وعلى به الطريق السوي المستقيم لجميع الشعوب الإسلامية، واستمر الرجل العظيم في دعوته، وجهاده بل حزم، وإيمان، ونشاط حتى انتشرت الدعوة وبلغت جميع الآفاق فعم به الخير، والبركة في بلاد نجد وغيرها فجمع بها شمل هذا الشعب العظيم من إقامة الدولة الإسلامية العظيمة التي أقامت الحدود الإسلامية في ربوعها، ووضعت الحق في نصابه، وأرجعت الأمور إلى طبيعتها، وقطعت جميع سبل الشر، والفساد، والنهب، واللصوصية، والإجرام، وأمنت البلاد والعباد في ضوء هذه الرسالة الكريمة، فكان بذلك بركة عظيمة في جميع مناحي حياتنا المادية والمعنوية ذلك مثل عظيم لصلاحية رسالة الإسلام في كل زمان، ومكان، انظروا إلى الإحصائيات الجنائية التي تقع في العالم كله، ثم طالعوا دفاتر الأمن والاستقرار لهذه البلاد المقدسة، ثم قارنوا بين هذا، وذاك حتى يقفوا على الحقيقة الناصعة البيضاء التي يمكن أن تتقطع جميع الشبهات التي أثارها أعداء الدين من أن صلاحية هذا الدين في جميع شئون الحياة غير ممكنة في الوقت الحاضر، تلك شبهة تافهة هزيلة لا أضيع الوقت في ردها.