إن تلك الصحافة تلهي الشباب عن الجد والاجتهاد، وبينما يجاهد المدرس والمربي والوالد والواعظ والناصح في تثقيف الناشئة ونشر الفضيلة، وغرس العقائد الصحيحة، والأخلاق الكريمة، والصفات الحسنة، والمبادئ القويمة؛ إذا بهذا الجهاد العلمي والمجد الخلقي ينهار أمام حرب البيئة وما يراه الشباب المراهق من صحافة تصور له ملكات الجمال في العالم، وتبرز مفاتن الجسد وتغريه بالجمال الفاضح المكشوف، فتظهر له جمال الصدر والذراعين والساقين...!! الخ ما في هذه الصحافة الصفراء من قذارة وامتهان لكرامة الإنسانية، وتوغل في الفساد الخلقي، وجنوح نحو الحيوانية، وجموح نحو البهيمية.
هذه الصحافة هدفها أن ترى مذهب العراة يروج في الشرق فتنحل الأسرة ويفسد المجتمع وتنهار الدولة. إن تلك الصحافة من بقايا آثار المدرسة الاستعمارية التي تهدف إلى زلزلة العقائد، وهتك حجاب الفضيلة، ونشر الرذيلة والفساد الخلقي والانحلال العام، لكي يستسلم الشعب لعوامل الضعف، ولا يفكر في الذود عن حياض الوطن والاستبسال في الدفاع عنه بعد أن انهارت منه الأخلاق وهي عصب الحياة، ومركز القوة، وعنوان الشجاعة والبطولة.
وهكذا تصل تلك الصحافة الآثمة الطاغية الفاجرة الداعرة، تصل إلى ما تريد، من هدم صرح المجد والشرف والعزة والكرامة. ثم ماذا يبقى للدولة بعد هذا الخسران المبين، وبعد نجاح المخطط الصهيوني في نشر الفساد العام، بكل صوره وألوانه.
إن الواجب المقدس يدعونا إلى حماية المجتمعات الإسلامية من تيار الفساد الذي تحمله في طياتها تلك الصحافة الآثمة. إنها تحمل الرذيلة المجسمة، وتنادي بصوت الإغراء الجامح العنيف.