للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما كلمة "اليهود"فقد ذكر الله على لسان موسى عليه السلام الدعاء المشهور... {إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ} أية١٥٦ من الأعراف وما حولها، أي تبنا ورجعنا. وقال تعالى في سورة الجمعة: {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (الجمعة:٦)

فهم على هذا المعنى في أصل التسمية الطائفة التائبة الراجعة إلى الله زمن موسى عليه السلام، ولعلهم سموا باليهود كذلك نسبة إلى يهوذا أحد أبناء يعقوب عليه السلام، ويعقوب عليه السلام جدهم جميعا، وكان يسمى "إسرائيل"أيضا كما ورد ذلك في القرآن الكريم.

عند التأمل يجد الباحث أن أبا الأنبياء [١] إبراهيم عليه السلام الكلداني الأصل، وقد بعثه الله رسولا في قومه عبدة الكواكب والأصنام في العراق، فبعد يأسه من استجابة قومه له يمم وجهه مهاجرا تلقاء الأرض المقدسة "فلسطين" [٢] وعاش عيشة البداوة متنقلا بين نابلس والخليل والقدس بقطعان الأبقار والماشية التي كان يمتلكها... (لاحظ حادثة الملائكة الذين زاروه فقدم لهم عجلا حنيذا وهو لا يعرفهم، راجع سورة الذاريات) . وقد أشار الله إلى حياة البادية هذه فقال على لسان يوسف عليه السلام بن يعقوب عليه السلام في سورة يوسف: {وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي} (يوسف: من الآية١٠٠) .

وتقدمت السنون بإبراهيم عليه السلام ولم يرزق البنين، وكان يكثر من الدعاء فوهبه الله إسماعيل عليه السلام من زوجه المصرية هاجر، ثم هاجر بهما وإسماعيل رضيع إلى الحجاز بأمر من الله. ثم امتن الله كذلك على زوجه الأولى "سارة"التي آمنت به حين كذبه الناس، فرزقه الله منها إسحاق بعد أن بلغت الثمانين كما قيل، "راجع سورة الذارات وغيرها".