ثم مشكلة كشمير إنما أحدثها الاستعمار البريطاني حينما سلم للهندوس قطعة أرضية ضيقة من منطقة تلى كشمير غدرا بمبدأ التقسيم على أساس الدين، وكان أكثر سكان تلك المنطقة مسلمين، فبذلك نفذت الهند إلى كشمير، ولو لم يكن هذا الأمر لم يكن للهند أي اتصال جغرافيا ببلادنا كشمير ولم تحدث مشكلة نحن فيها اليوم، وكان الاستعمار يهدف بهذا هدفاً دقيقاً محدداً لا لبس فيه وهو طعن باكستان في ظهرها _ والدراسة الموضوعية لدهائه السياسي في الماضي والحال يقنعك بصدق ما ذكرناه آنفاً.
الهند أيضاً كدولة هندوسية لم تسترض إقامة باكستان كدولة إسلامية ذات سيادة مستقلة وقد قاوم الزعماء الهندوس مقاومة عنيفة وصدوا بضراوة لكن خابت آمالهم ضد كفاح المسلمين وانقسم شبه قارة الهندية إلى الدولتين إحداهما دولة إسلامية، وبما أصبحت فكرة باكستان حقيقة واقعة رغماً عن أنف الهندوس وضد رضاهم فما زالوا يدبرون مكيدات عديدة ليصيبوها بكارثة، ولم يرضوا عن أن تكون باكستان قابلة للحياة والنمو كدولة إسلامية كما تصورها مفكروها المسلمون فكرة إسلامية نقية، وقد أحست الزعامة الهندوسية في إقامة باكستان ووجودها، حسب مقتضاها الفكري، تهديداً كامناً لإنجاز ما كان يبقى في أذهانهم منذ أعصر من إقامة إمبراطورية هندوسية ممتدة من إندونيسيا إلى إيران.