المصنفين لا يميز بين الصدق فيه والكذب". وقد ترجم له الحافظ ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة ترجمه مطولة في أربع وثلاثين صفحة سمّى فيها ما يزيد على مائتين من مصنفاته فيها المختصر والمطول ومن أشهر المطبوع منها زاد المسير في علم التفسير وكتاب صفة الصفوة وكتاب الموضوعات وكتاب مناقب الإمام أحمد وكتاب ذم الهوى وكتاب الوفاء بأحوال المصطفى صلى الله عليه وسلم وكتاب تلبيس إبليس، وقد ذكر الحافظ بن رجب في ترجمته أنه مع ما حصل له من التصنيف وكثرة الثناء عليه؛ للناس فيه كلام من وجوه, منها كثرة أغلاطه في تصانيفه, وقال: "وعذره في هذا واضح وهو أنه كان مكثراً من التصانيف فيصنف الكتاب ولا يعتبره بل يشتغل بغيره وربما كتب في الوقت الواحد في تصانيف عديدة", ومنها ما يوجد في كلامه من الثناء والترفع والتعاظم وكثرة الدعاوي ثم قال ابن رجب: "ولا ريب أنه كان عنده من ذلك طرف والله يسامحه", ومنها ميله إلى التأويل في بعض كلامه, ثم قال ابن رجب:"ولا ريب أن كلامه في ذلك مضطرب مختلف وهو وإن كان مطّلعا على الحديث والآثار في هذا الباب فلم يكن خبيراً بحل شبه المتكلمين وبين فسادها".
وفاته:
توفي ليلة الجمعة ثاني عشر شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة ببغداد ودفن بباب حرب، أرّخ وفاته بهذا ابن خلكان في وفيات الأعيان وقال: "وكانت ولادته بطريق التقريب سنة ثمان وقيل عشر وخمسمائة", وقال: "وتوفي والده سنة أربع عشرة وخمسمائة", وأرّخ وفاته بهذا ابن كثير في البداية والنهاية وقال: "وله من العمر سبع وثمانون سنة وحملت جنازته على رؤوس الناس وكان الجمع كثيراً جداً ودفن بباب حرب عند أبيه بالقرب من الإمام أحمد وكان يوماً مشهوداً حتى قيل إنه أفطر جماعة من الناس من كثرة الزحام وشدة الحر", وذكر أنه كان له من الأولاد الذكور ثلاثة وأن له عدة بنات رحمه الله.