وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة قالت:"كنت ألعب بالبنات عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل يتقمعن منه، فيسر بهن إليّ يلعبن معي".
قال الحافظ في الفتح:"استدل بهذا الحديث عل جواز اتخاذ صور البنات واللعب من أجل لعب البنات بهن, وخص ذلك من عموم النهي عن اتخاذ الصور، وبه جزم عياض، ونقله عن الجمهور، وأنهم أجازوا بيع اللعب للبنات لتدريبهن من صغرهن على أمر بيوتهن وأولادهن", قال:"وذهب بعضهم إلى أنه منسوخ، وإليه مال ابن بطال وحكي عن ابن أبي زيد عن مالك أنه كره أن يشتري الرجل لبنته الصور، ومن ثم رجح الداودي أنه منسوخ.
وقد ترجم ابن حبان (الإباحة لصغار النساء اللعب باللعب) , وترجم له النسائي (إباحة الرجل لزوجته اللعب بالبنات) فلم يقيد بالصغر، وفيه نظر.
قال البيهقي بعد تخريج الأحاديث: ثبت النهي عن اتخاذ الصور، فيحمل على أن الرخصة لعائشة في ذلك كانت قبل التحريم، وبه جزم ابن الجوزي _ إلى أن قال _ وأخرج أبو داود والنسائي من وجه آخر عن عائشة قالت قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أو خيبر _ فذكر الحديث في هتكه الستر الذي نصبته على بابها _ قالت: "فكشف ناحية الستر على بنات لعائشة لعب، فقال:"ما هذا يا عائشة؟ "قالت بناتي. قالت: ورأى فيها فرساً مربوطاً له جناحان، فقال:"ما هذا؟ " قلت فرس له جناحان، قلت ألم تسمع أنه كان لسليمان خيل لها أجنحة؟ فضحك" - إلى أن قال - قال الخطابي: في هذا الحديث أن اللعب بالبنات ليس كالتلهي بسائر الصور التي جاء فيها الوعيد، وإنما أرخص لعائشة فيها لأنها إذ ذاك كانت غير بالغة.