أشكر فضيلتكم وكافة منسوبي الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة على رقيق تعزيتكم وجميل مواساتكم بوفاة جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز الذي كرس حياته وضحى بالكثير من راحته وصحته مجاهداً في سبيل الله ثم أمته ودينه مدافعاً عن حقوق العرب والمسلمين حتى اختاره الله إلى جواره في وقت نحن والأمة العربية والإسلامية أحوج ما نكون إلى قيادته وتوجيهه وحكمته ولا شك أن المصاب في فقده عظيم والخطب جلل تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنته وجزاه على ما قدمه من جهود وما بذله من طاقات لخدمة القضايا المصيرية للعرب والمسلمين خير الجزاء وإنا لله وإنا إليه راجعون وإننا نقدر لكم مبايعتكم لنا ولياً للعهد مستمدين من الله العون والتأييد لتتبع خطى فقيدنا الراحل العظيم وسائلينه سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير أمتنا وعزها وإعلاء راية الإسلام وتوحيد كلمة المسلمين على الهدى والرشاد، والسلام عليكم ورحمته الله وبركاته.
خطبة الفيصل رحمه الله في الجامعة الإسلامية
لقد حظيت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بزيارة جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله ثلاث مرات كان لها الأثر الطيب في نفوس المسؤولين والأساتذة والطلبة في هذه الجامعة وفيما يلي نص الخطاب الذي ارتجله جلالته رحمه الله في زيارته التي تفضل بها للجامعة في أول شهر ذي القعدة عام ١٣٨٤هـ:
أيها الأخوة المسلمون:
إنه ليسرني في هذه اللحظة المباركة أن أتقدم إليكم بعظيم شكري وامتناني لما حبوتموني به من مظاهر العطف والرعاية وإنني لأتقدم بالشكر بصورة خاصة إلى والدنا الكريم رئيس الجامعة وإلى الأخ العزيز نائبه عبد العزيز بن باز، وإلى أساتذة ومديري وطلاب هذا المعهد العظيم لما رأيته ولمسته من روح وثابة وعزم أكيد لخدمة هذا الدين وأبناء المسلمين في أقطار العالم الإسلامي.