وقد أنعم الله على جزيرة العرب بمصادر غنية من هذا المعدن السائل زيت النفط، فقام الفيصل رحمه الله بشكر الله وأدى ما عليه من الحقوق لإخوانه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وعمم الرخاء في أرجاء مملكته، وشجع التجارة والصناعة، ووضع الأنظمة التي تكفل حقوق العامل وجنب البلاد بتطبيقه العدالة الاجتماعية مساوئ النظم الرأسمالية وأحقاد الاشتراكية، ومن توجيهاته في هذا المجال:"إننا اخترنا لنظامها الاقتصادي النظام الحر، وفي اعتقادنا أن هذه علاوة على أنه يتفق تمام الاتفاق مع شريعتنا الإسلامية يقوم بإفساح المجال لكل الكفاءات من الشعب، حتى يبذل كل شخص وكل جمع جهوده في سبيل الصالح العام. إننا لا نقيد حرية الإنسان في أن يستهدف في عمله وفي اتجاهه ما يرى أن فيه صالحاً عاماً، ولكن هذا لا يعني أننا نترك الحبل على الغارب إذا رأينا أن هناك اتجاهاً لشخص أو جماعة بما يضر المجتمع، أو بما يضر الغير، فإننا نتدخل حسب الشريعة الإسلامية لإصلاح الفاسد، ولتقويم المعوج، ولإحقاق العدالة الاجتماعية بين الجميع".
وأخيراً فإن التاريخ سيسجل أن الله قد أكرم عبده فيصل بن عبد العزيز رحمه الله بمحبة الناس، وشهادتهم له بالتقوى والعمل الصالح، وأن فيصل قد أوضح السبيل ومهد الطريق أمام خلفائه وفقهم الله وسدد خطاهم وترك لهم منهاجاً واضحاً للعمل في جميع الميادين الوطنية والعربية والإسلامية والدولية.
تغمده الله برحمته، وجزاه أحسن الجزاء وإنا لله وإنا إليه راجعون.