للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} .

٣- (ليس الفاعل من لا يملك القدرة على الفعل) .

الذي لا يملك القدرة على الفعل لا يسند إليه ذلك الفعل، فإذا رأيت قتيلاً مرمياً على جانب الطريق وبجانبه طفل ولد لتوه ملقى على الأرض فهل تستدعي الجنود المسئولين عن الأمن لاحتجاز ذلك الطفل وتقيم الدعوى عليه بأنه قاتل ذلك القتيل؟ كلا! لماذا، لأن الطفل لا يملك القدرة على قتل ذلك الشخص أو غيره، وإذا رأيت قمراً صناعياً قد أطلق ليدور حول الأرض فإنك لا تسند إطلاق ذلك القمر إلى حيوان - كالثور مثلاً - لأن الحيوان لا يملك القدرة على إطلاق ذلك القمر، وهكذا....

ولننظر الآن إلى هذه المخلوقات العظيمة كالسموات والأرض وما فيهما وما بينهما أيدور بخلدك إسناد خلقها وإيجادها إلى أي من هذه المخلوقات التي هي في افتقار ذاتي إلى من يوجدها؟ إنها كلها لا تملك القدرة على خلق نفسها ولا خلق غيرها، وهذا الإنسان الذي بلغ شأواً بعيداً في الابتكار والاختراع والاستفادة من كثير من هذه المخلوقات لم يقدر على أن يخلق حبة خردل أو جناح بعوضة.