للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقول: ليس الغرض عرض تلك المسرحية وإنما الهدف دراسة ما تلى تلك النزعة من تطورات في الغرب، وما انعكست به من ظلال على بعض من شبابنا الذين يستهويهم سراب الضلال، ولو استنزف منهم ميعة الصبا وعنفوان الرجولة ويعرف الجيل الغاضب في الغرب أنه ذلك الجيل الذي اشترك آباؤهم في الحرب العالمية الأولى وفتحوا هم أعينهم على جحيم الحرب العالمية الثانية، هم ذلك الجيل الذي خلفته الحروب التي لم يكن من غاية لها سوى الفتك والتسلط وامتصاص الدماء، فكفر بحكمة الأولين من آبائه وأجداده، الذين لم يخلفوا له سوى الضياع، وكان ذلك الجيل (اللامنتمي) الذي نراه اليوم يعيش على قارعة الطريق كالسوائم وهو يتمرغ على مزابل (الحضارة) المادية التي هيأتها له حكمة الغرب ونتاجه الحضاري المادي، والذي ينظر إليه أحد النقاد الغربيين إليوت T.S.eliot نظرته إلى أرض بباب عقيم (Waste Land) لا ينتظر منه أي خير أو إنتاج. تلك هي (الموضة) التي يحاول تبنيها البعض من شبابنا ويا للأسف، وهي وإن لم تشكل بعد ـ والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه غيره ـ سوى قشرة واهية على السطح والتي ـ كما أرجو ـ لا يمكن أن تبلغ أعماق الإنسان المسلم ـ إلا أنها ولا بد تشوه مظهره وتسيء إلى سمعته.

غير أن هناك بعض (المبشرين) والمروجين لهذه الغلالة الرخيصة الزائفة ممن يحاولون تشويه حقيقة الجيل العربي الحديث، بإبعاده عن المنابع التي تجلت فيها أصالته وتركزت فيها عزته ألا وهي الشخصية الإسلامية.

وأحب في هذا المجال أن أتناول بالبحث شخصيتي شاعر ومتفلسف.

أما الشاعر فهو نزار القباني في محاضرة ألقاها في الكويت في حفل للخريجين بعنوان (نزار قبل وبعد النكسة) . وأما المتفلسف فهو الشيوعي الوقح (جلال صادق العظم) في كتابه (نقد الفكر الديني) .