سيبكي عليك القدس فيصل في جوى
وكان يرى فيك النصير المؤيدا
وأهلوه أما من أقام فإنه
يقيم على ضيم. يسام مقيدا
وإما طريد فارق الأهل مرغما
فراح يعاني في الحياة مشردا
ولكنه شعب أبي مناضل
يخوض غمار الموت، لن يترددا
وكنت له يا فيصل العرب ناصرا
وكنت له يا فيصل الحق معضدا
سيبكي عليك المسلمون جميعهم
فقد كنت للإسلام سيفا مهندا
فكم ذدت عنه إذ تقاعس أهله
تصون ذماراً كان قبل مهددا
حميت حمى الإسلام في كل بقعة
لتبعث عزا تالدا وتجددا
تنادي بدستور السماء شريعة
لتدمغ زورا قد فشا وتعددا
فلا هدى إلا من تراث رسولنا
وقرآننا قد ظل للمجد موردا
توحد حول الدين كل شعوبنا
لتجمع شملا كان قبل مبددا
ورابطة الإسلام شيدت صرحها
بمهبط وحي كي تصون وتنجندا
لتسترجع العز التليد لأمة
وتصنع باسم الله شعباً موحدا
وتعلي لواء للعقيدة خالد
وترفع مجدا كان كالطود أيدا
فمن غيره نادى الشعوب لوحدة
ومن غيره راد الطريق وأرشدا
وكم مسجد في كل قطر بنيته
لتنشر بين الناس وحياً من الهدى
رفعت لواء العلم في دار هجرة
فصار مناراً للإله مشيدا
لينشر هدى الله في كل بقعة
ويعلي دين الله في كل منتدى
جزاك إله الكون خير جزائه
وطيب مثوى فيصل وتغمدا
أيطوي لواء كان للحق ناصراً
ويخبو شهاب كان للدين فرقد
فصبراً إله الكون قد جل رزؤنا
فكيف لهذا القلب أن يتجلدا
فقد كان نبراساً مضيئا ومشرقا
وكان لهدى الله في الكون مرشدا
فمن للألى باعوا الحنيفة بالهوى
ومن للذي خان العهود وأفسدا
ومن يقهر الإلحاد شاع مدمرا
فقد كنت للإلحاد بالحق موئدا
ومن يرغم الأذناب عاثوا بأرضهم
وصار كتاب الله فيهم مهددا
نذرت تصلي بالمقدس قربة
وقد صار بعد المجد هونا مهودا