للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويجب أن تعرف أيضاً أن الجسم في هذه الحالة يختزن كمية من الفيتامينات تعادل كمية كبيرة من احتياجاته الطبيعية.. فالاحتياطي هنا كثير جداً. الطعام وحده هو المصدر الطبيعي والأساسي للفيتامينات التي يحتاجها الجسم.. فالعلاج الصحيح لنقص الفيتامينات لا يكون بابتلاعها ولكن بعلاج المرض الذي يسبب نقصها.. ففي بعض الحالات يجد الطبيب أن المريض يأكل كمية كافية من الطعام ولكن جسمه لا يستفيد منها كما يجب.. وهذه حقيقة لا يؤكدها إلا الطبيب وحده بعد أن يرى العلامات المميزة لحدوث هذا النقص.. ويكون معنى هذا أن المريض يعاني من مرض معين قد يكون في جهازه الهضمي الذي لا يمتص مثلا الفيتامينات التي تمر عليه.. فيقوم الطبيب بعمل التحاليل والفحوص اللازمة لتشخيص المرض ويبدأ بإعطاء العلاج المناسب واللازم لحالته حتى يتم شفاؤه وفي هذه الحالة يصبح من الممكن أن يحصل على حاجته من الفيتامينات من خلال الطعام الغني بالفيتامينات الكافية لحاجة الجسم..

وهكذا يكون علاج حالة نقص الفيتامين بعلاج المرض المسبب لهذا النقص وليس بالاستمرار في ابتلاع كميات ضخمة من الفيتامين بلا فائدة بل يكون مصيرها أن يتخلص منها الجسم ولا يستفيد منها بل قد تعرضه للتسمم.

فالفيتامينات مثل أي دواء لها تأثيرها السام على الجسم لو استعملت في غير احتياجاتها السليمة.. فالطبيب هو الذي يحدد نوع الفيتامين وكميته....والطبيب وحده.. وليس المريض.. فكمية محدودة جدا من الفيتامين تكفي وكما قلنا الزيادة سامة وضارة وتذكَّر دائما أنك تبتلع دواء له سميته إذا زادت الكمية.

ولهؤلاء - مدمني الفيتامينات - أقول وأكرر أن أي كمية من الفيتامينات لن تعطيهم قوة فوق طاقة أجسامهم لأن طاقة الجسم محدودة ولا يمكن أن تزيد على حدودها الطبيعية مهما زادت كمية الفيتامينات.. بل إنهم يتعرضون لأنواع من التسمم في حالة عدم تمكن الجسم من التخلص من هذه الزيادة.