والواقع أن المرء لا يستطيع أن يصف روعة المنظر هنا فالماء الجاري والظلال الكثيفة والجو الذي كان غائما والنسيم العليل وعظمة الفن في بناء هذا السد كل ذلك شيء معجب مطرب وزاد المنظر روعة أن قبلت أسراب هائلة من الطيور البيضاء التي نسميها عندنا في المملكة الغرانيق والتي نصطادها عندما تمر علينا في هجرتها إلى أوربا مرتين كل عام في الذهاب والأخرى في الإياب، وقد تحققت مما ذكره العلماء من أنها تعيش في منطقة جنوب إفريقية ابتداء من روديسية حتى نهاية الجنوب وقد أقبلت تلك الطيور في أسراب متعاقبة كل سرب حوالي ثلاثمائة طائر ولعلها ذاهبة إلى أوكارها للنوم لأن الوقت الآن قبل الغروب، وطريق السد من سالسبورى عجيب فهو جزء من خط مسفلت يدعى خط-القاهرة-كيب تاون أو (كايروردد) كما يسمونه وقد كان جزءا من مشروع إنكليزي سابق لربط القاهرة في شمالي إفريقية بمدينة كيب تاون في أقصى جنوبها بخط مسفلت واحد عندما كانت إنكلترا تملك من القاهرة الإفريقية من شاطئها الجنوبي إلى شاطئها الشمالي وقد انتهى أكثر من (٣٠٠٠) كيلو متر من الخط المذكور وانتفعت به أعظم الانتفاع كل من جنوبي إفريقية وروديسية وزامبية والخط يخترق منطقة ذات مناظر خلابة من سهول خضراء ذات تربة حمراء إلى تلال كثيفة الأشجار مما جعل المنظر ساحرا حقا وقد أخبرني السيد آدم أنه يملك منطقة واسعة من تلك الأرض وأنه قد أجّر بعضها للإيطاليين لزراعتها وبعضها قد أعد للإيجار إلا أن الوضع الراهن في روديسية قد أعاق تقدم الزراعة وجعل بعض الناس لا يقدمون على توظيف أموالهم هنا خوفا مما يأتي به المستقبل.
وقال: إن أكثر بلاد روديسية بشبه هذه المناظر فالأرض غنية بإمكاناتها الزراعية وغنية بمعدنها أيضا ولها مستقبل إقتصادي عظيم لأنها واسعة وعدد سكانها لا يزيد على أربعة ملايين.