ذهبنا إلى قنصلية البرتغال في مدينة سالبسورى وتقع في إحدى الشقق في عمارة كبيرة تدعى العمارة الإنكليزية الأمريكية وهي تسكن في الطابق الحادي عشر من العمارة المكونة من (١٢) طابقا وقد دخلنا في أحد المصاعد الفخمة الذي يتسع لحوالي خمسة عشر شخصا وقد فرشت أرضيته وجدرانه بالسجاد، وتعزف الموسيقى الهادئة فيه بصفة مستمرة وطيلة الوقت للصاعدين فيه إلى أعلى العمارة والنازلين مع أن المسافة في المصعد لا تستغرق وقتا يذكر، وقد رأينا في مكتب القنصلية موظفا إفريقيا وفتاة برتغالية وكلاهما ليس على جانب كبير من المجاملة الذي نعهدها من الأوربيين، ورأيت الناس يزدحمون على طلب تأشيرات الدخول وذلك لكي يتمكنوا من قضاء عطلة عيد الميلاد (الكريسماس) في موزمبيق وكلهم يملئون الاستمارات الخاصة بذلك ثم يعرض طلبهم في داخل المكتب وهكذا فعلنا وانتظرنا طويلا ثم انتظرنا ثم سألنا الفتاة عن النتيجة فقالت أن الجوازين قد أرسلناهما إلى القنصل العام وأخيرا قالت أنهم سوف يبرقون إلى حكومة موزمبيق يسألونها رأيها في منح التأشيرة أسوة بغيرنا من الناس غير الأوروبيين وأنه من المنتظر أن يأتي الجواب يوم الجمعة بعد غد.
هذا ولم أخرج في هذا النهار بعد الظهر حيث أصبحت في غاية التعب بسبب الصيام لأن هذا أول يوم من أيام الصيام ولأنه لم أتناول طعاما في السحور.