١- يذكر الدكتور المحاضر أن كل المجتمعات والثقافات تمر بطريق التغيُّر، ومن الممكن أن ننظر إلى المجتمع والثقافة باعتبارها كلا يمر بتطور معين ثم يقول:"وطبقاً لهذه النظرة أصبح على المؤرخ أن يعير اهتماماً إلى الثقافة والنظم والبنيان الاجتماعي والزعامات ومراكز السلطة والبيئة الطبيعية، وتركيب السكان والعلاقات المتداخلة المسئولة عن التغيرات".
ومع ذكر كل هذه العناصر والعوامل الجزئية ذات الصلة مما يحدث من تغيرات لا يرد ذكر (الدين) وهو الأساس في بناء المجتمعات وتوجيه حركتها وتحديد أهدافها وفي وجود الثقافات وتطويرها وتنميتها.
ولئن كان هذا مقبولا في الحديث عن المجتمعات الغربية التي انفصلت عن دينها فليس الأمر كذلك عند الحديث عن (المجتمع الإسلامي) أو جزء منه. وإلا لكنا متجاهلين لروح هذا المجتمع وأساس وجوده ومنهج حياته وهو (الإسلام) .
٢- ثم يورد الدكتور هذه العبارة:
"والبنيان الموروث للأنماط الاجتماعية - الثقافة في العالم العربي إسلامي في أساسه وأنه في بعض النواحي يرجع إلى مؤثرات سابقة على الإسلام الذي برغم أنه وفَّر للمنطقة قدراً كبيراً من التماثل لم يستطع أن يقضي تماماً على مخلفات الحضارات السابقة عليه". ونرى أن في إطلاق هذا القول اتهاماً للإسلام بالقصور وبالعجز وهو اتهام تَبْرَأُ منه حقيقة الإسلام، وتَتَنَزَهُ عنه ساحته لما يلي: