وبعد أن أنهينا الطواف في ذلك المصنع الفخم أخذنا بسيارته إلى منطقة تقع شمالي سالسبورى تسمى (كليفلاند) وتعتبر ضاحية من ضواحي سالسبورى تمتد حتى تتصل بالريف، وهي مخصصة لسكنى الأوروبيين وبيوتها عبارة عن فيلات وسط الحدائق الغناء، وكان المطر يهطل مدرارا، والمنطقة كغيرها خضراء جميلة ذات تربة حمراء. وقد وصلنا سدا يبعد عن سالسبورى (١٢) ميلا أي حوالي عشرين كيلو مترا أقيم على واد صغير ليحجز بعض الماء فيه وفيه رأينا بعض الأوروبيين يمارسون هواية صيد السمك التي قال عنها صاحبنا بالإنكليزية أنها تحتاج إلى..ثم قال بالعربية (صبر) ثم عدنا مع الغروب إلى مدينة سالسبورى.
يوم الجمعة الموافق ٤رمضان ١٣٨٦هـ-١٦-١٢-١٩٦٦م.
ذهبنا إلى قنصلية البرتغال فاستقبلتنا الفتاة الأوروبية وقالت لنا بدون مجاملة إنه لا يمكن لكم دخول موزمبيق لأن ذلك يحتاج إلى إذن من حكومة البلاد ويقول القنصل لا يؤمل أن توافق الحكومة ولذلك لا فائدة من إرسال جوازاتكم إلى هناك..
ذهبنا إلى متحف سالسبورى ضحى اليوم فألفيناه صغيرا نسبيا، أكمل ما فيه القسم التاريخي الخاص بوسط إفريقية وبخاصة روديسية الجنوبية وساحل موزمبيق، وهو موضح بالرسوم وأكثر ما استرعى انتباهي ثناء عاطر على العرب بأنهم أول من وصل إلى هذه البلاد في العصور القديمة وأول من وضعوا لها الخرائط ووصفوها في كتبهم وفيه مخلفات بعض السلاطين العرب في الساحل من سيوف ورماح وأدوات صنع لا قهوة. ثم فيه رسوم تبين عناصر الناس في تلك البلاد مثل الهنثوث والبوشمن والبانتو، وفيه قسم رسموا فيه أدمغة الإنسان والحيوانات ووضعوا فيه مخ الإنسان الأبيض في مقدمة القائمة وأبرزوا له صفات ليست في مخ غيره جريا على عادتهم في التمييز العنصري..