أمن الملائم أن تجري إذاعاتنا الإسلامية بعض البحوث التجريبية في مجال المستمعين إليها لقياس الأثر الناتج من سماع البرامج المذاعة وأن تقوم بدراسة دقيقة للسكان من حيث تجمعهم في مناطق دون أخرى وكذلك معرفة المستوى العلمي والعقائدي وعادات كل جماعة وظروفها وإمكانياتها وآمالها وتصوراتها في الحياة. فكما يرى (دوب) أن ردود الفعل للبرنامج الواحد يختلف في الجماعة الواحدة فقد يجد استحسانا عند البعض دون الآخرين. وقد يفهمه نفر منهم جيدا دون آخرين.
ولا شك أن لهذا أثره الواضح في مجال تحسين البرامج أو المادة المذاعة وفق دراسة واعية تستهدف النهوض بالمستمع المسلم وتتعرف عن وعي إلى أي حد استجاب المستمع إلى ما ندعو إليه من دين الله الذي ارتضاه لعباده حياة ومنهجا ومن الضروري أن يقترن ذلك بشجاعة رجل الإذاعة في مواجهة النتائج أيا كان نوعها والعمل على مزيد من التقدم والنجاح.
تصحيح المفاهيم:
يجب أن تقوم إذاعتنا الإسلامية على أُسس قوية من العلم والفكر والإيمان حتى تمد المسلم بالقيم الإسلامية الصحيحة وحتى يستطيع أن يعيش بها حاضره وتمده كذلك بالحقائق حتى يستطيع أن يقضي على المذاهب الباطلة المعادية للإسلام.
وتقوم كذلك بتصحيح المفاهيم العلمانية الخاطئة بالنسبة لعدد كبير من المسلمين الذين بهرتهم ثقافة الغرب وقضاياه، وأن تقدم البديل - البرامج الإسلامية المخططة والمدروسة -.
إن كثيرا من البلدان الإسلامية لا تحظى الإذاعة فيها بنسبة تتلاءم مع مسئولياتها تجاه القضية الإسلامية، فالبرامج الإسلامية فيها لا تزيد عن ١٤% من نسبة برامجها المذاعة. بل هناك إذاعات إسلامية لا تصل هذه النسبة فيها إلى ١٠% ولعل هذا يدعونا إلى إعادة النظر في خريطة البرامج من أجل مزيد من البرامج الإسلامية الهادفة التي تنبع عن فهم سليم واع لطبيعة هذا الدين الحنيف.