ودين وأن صاحب الفرس الذي يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم مستغيثا به أن ذنبه ذلك ليس من الشرك بل من الكبائر، والذي يتبرأ منه صلى الله عليه وسلم قبل أن يأذن له ربه جل وعلا بالشفاعة، فكيف حال من يدعوه من دون الله تعالى ويستغيث به في أمور لا يستطيعها أحد إلا المولى جل وعلا.
ومن هذا القبيل خطابه صلى الله عليه وسلم لابنته البتول فاطمة الزهراء أم الحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين وعمته صفية بنت عبد المطلب الهاشمية القرشية رضي الله عنها، أخرج الإمام البخاري في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال:"قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله تعالى عليه: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} قال: "يا معشر قريش أو كلمة نحوها اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا.. يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا" [١١] . ومن هذا القبيل ما أخرجه الإمام أحمد في المسند من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه بإسناد صحيح، خطابه صلى الله عليه وسلم لعمه العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه قال العباس رضي الله عنه: "يا رسول الله أنا عمك كبرت سني، واقترب أجلي فعلمني شيئا ينفعني الله به"، قال: "يا عباس أنت عمي ولا أغني عنك من الله شيئا ولكن سل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة" قالها ثلاثا". الحديث [١٢] . فكان النبي صلى الله عليه وسلم - معاذ الله - عند الشيخ النبهاني - ومن سار على نهجه - الذي هو متمكن في اللغة العربية ومحب آل البيت في نظركم في عنوان كتابه ((شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق)) غير صادق في خطابه هذا لجملة من أقاربه صلى الله عليه وسلم وهم عمه العباس وعمته صفية وابنته فاطمة رضي الله تعالى عنهم.