فأنجز الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، وتمَّت النعمة الكبرى بفتح مكة في السنة العاشرة للهجرة حيث دخل الناس في دين الله أفواجا وطهر بيت الله الحرام من الأصنام - فجاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.
هذه بعض النتائج بإيجاز وهناك أخرى لا يسع المقام ذكرها.
ماذا يستفيد الداعي من ذكرى الهجرة النبوية؟؟
١- لقد سبق أن علمنا أن السبب الرئيسي للهجرة هو اشتداد أذى المشركين على الرسول صلى الله عليه وسلم ومَن آمن معه. فمن هنا يجب على الداعي إلى الله أن يكون متهيئ للهجرة عند كل مضايقة تُضعف إسلامه أو تحاول إخفات إيمانه أو إطفاء شعلته.
٢-اختيار الزمان والمكان المناسبين للهجرة وإلا لم تبق فائدة لهذا التحول.
٣- الإطلاع عن طريق الإذاعة والصحف على أخبار العالم على وجه العموم وعلى أخبار المسلمين على وجه الخصوص. وهذا ضربٌ من الاهتمام بأمور المسلمين.
- فالداعية الحق لا يكون غرّاً ساذج الفكر، لا يخالط المجتمع ويحتك به بل يجب أن يتعرف الأحوال ويسعى في إيجاد الحلول للمشاكل التي تنزل بالمسلمين.
٤- تأسيس الجماعة المؤمنة في المكان المتخذ موطنا جديدا للانطلاق منه بعد التربية الإسلامية والتدريب الكافي على الخطابة والدعوة وغيرهما لفتح القلوب المغلقة، وما التوفيق والنصر إلا من عند الله. وأختم كلمتي هذه بالنصح الصادق لأولئك الذين هاجروا إلى هذا البلد الحبيب واكتفوا بالجوار ثم لا يدعون إلى الله عز وجل على قدر استطاعتهم ولا يغيرون منكرا رأوه - ولو كان التخلف عن الصلاة - فأقول لهم ولكم من أحبّ الإقامة هنا على شاكلتهم إن المقصد من الهجرة ليس الأمن من الفتن فقط وإنما التعلم والتفقه من أجل الانطلاق إلى الدعوة في كل مكان بإخلاص وصدق والله هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل، والله لا يضيع أجر المحسنين.
وأسأله سبحانه أن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.