أما التوجيه الرابع من هذه التوجيهات النبوية الكريمة المرشدة لأفضل الأعمال وأحسن الخصال فهو التعاون العملي ولا سيما ممن لا يستطيع أن يمد يد المساعدة بالتعاون المالي وقد قسم الرسول الله صلى الله عليه وسلم هذا النوع من التعاون إلى قسمين وجعل الأول منهما إعانة الصانعين وفي هذا الإرشاد النبوي إشارة واضحة إلى ما يجب أن يكون عليه المجتمع الإسلامي وإنه مجتمع المثالي في الحقل التعاوني وفي قوله صلى الله عليه وسلم تعين صانعا ما يدل على أن الشريعة الإسلامية تستحب إشاعة الصناعة وبذل المعونة لذوي الصناعات في الأفراد أو الشركات فرب صانع لا يجد المواد الأولية التي لابد منها في صناعته ورب صانع لا يجد اليد العاملة التي تحقق غايته٠
فقد حض الرسول الله صلى الله عليه وسلم من يريد أعلى الدراجات ومن يبتغي أفضل الأعمال أن يسارع بمد يد المساعدة وعلى قدر جهده وطاقته لمعاونة الصناع وتقوية الصناعات كما أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن من أعظم ما يقرب العبد من ربه كذلك مساعدة الأخرق الضائع الذي لا يستطيع الصناعة إما بتدريبه على الصناعة أو بالصناعة له وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أو تصنع لاخرق"