وإن الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة إذ تستنكر ذلك كل الاستنكار وتعده عدوانا صارخا وآثما على الإسلام والمسلمين، ليس في فلسطين فحسب بل في سائر أنحاء الأرض حيثما وجد مسلم لتهيب بالمسلمين في كل مكان أن يهبوا في وجه هذا العدوان البربري على دينهم ومقدساتهم وأن يواجهوه بكل قوتهم، ولا ترى الاكتفاء باجتماع - لجنة القدس - لصد هذا الخطر.
بل تدعو المؤتمر الإسلامي لعقد دورة خاصة لدراسة الخطوات الإيجابية التي تتبع في مواجهة العدوان الصهيوني، المستمر على المقدسات الإسلامية في فلسطين ووضع خطة عملية لرده، تلتزم جميع الدول الإسلامية حكومات وهيئات بدورها في التنفيذ وعدم الاكتفاء بإصدار التوصيات أو الاستنكارات التي لا يعبأ بها الإسرائيليون، ويسخرون منها، ويمضون في تنفيذ خططهم العدوانية الإجرامية الواحدة تلو الأخرى طالما أنهم لا يجدون أمامهم قوة رادعة تصدهم عن غيهم وتردهم عن بغيهم.
وإن القيام بذلك، والوقوف في وجه الصهيونية بكل قوة لواجب على المسلمين جميعا يأثمون بتركه أو التهاون به أو تأخيره عن وقته، وقد فرض الله على المسلمين الجهاد في سبيله كما قال سبحانه:{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِه} وضمن لهم النصر على عدوهم وعدوه كما قال تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} .
وقد عودنا الصهاينة في أساليب اعتداءاتهم المتكررة على المسلمين ومقدساتهم أن يخطو خطوتهم الآثمة ويضربوا ضربتهم العدوانية، ثم يتابعوا صداها بين المسلمين فإذا لم يجدوا عملا يردعهم أقدموا على خطوة أُخرى.