وقد ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب عن عبد خير قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول:"رحم الله أبا بكر كان أول من جمع ما بين اللوحين".
وقال ابن كثير في البداية والنهاية:"والمقصود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم أبا بكر الصديق رضي الله عنه إماما للصحابة كلهم في الصلاة التي هي أكبر أركان الإسلام العملية. قال الشيخ أبو الحسن الأشعري: "وتقديمه أمر معلوم بالضرورة من دين الإسلام".
قال: "وتقديمه له دليل على أنه أعلم الصحابة وأقرؤهم لما ثبت في الخبر المتفق على صحته بين العلماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يؤم الناس أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأكبرهم سنا فإن كانوا في السن سواء فأقدمهم إسلاما" قال ابن كثير: "وهذا من كلام الأشعري رحمه الله مما ينبغي أن يكتب بماء الذهب ثم قد اجتمعت هذه الصفات كلها في الصديق رضي الله عنه وأرضاه"انتهى.
وقد تقدم قول ابن مسعود رضي الله عنه:"إن عمر كان أعلمنا بالله وأقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله"وفي هذا أبلغ رد على أبي تراب في قوله إن أبا بكر وعمر ماتا ولم يحفظا القرآن كله.. وأما قوله وقد حفظ أبو بكر من الأحاديث مائة واثنين وأربعين وعمر خمسمائة حديث وسبعة وثلاثين.
فجوابه أن يقال: وما يُدري أبا تراب أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما لم يحفظا من الأحاديث سوى ما ذكره. لقد أخطأ أبو تراب وأبعد عن الصواب في هذا القول الذي لم يتثبت فيه. ولو كان الأمر على ما زعمه لكان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما من أقل الصحابة علما وهذا معلوم البطلان بالضرورة.