لقد اضطربت الحياة، وقدت الأمن والهدوء، فكثرت حوادث السرقة، وتعددت جرائم السلب والنهب، واجترأ اللصوص على القتل من أجل السرقة، والنشل من أجل الحصول على المال من أي طريق ولو فيه إهدار الدماء، ولا كرامة للإنسان صاحب المال، فحياته معرضة للخطر عند أول سانحة للوغد اللئيم، والسارق المجرم الخسيس الذي لم يجد تشريعا يردعه، ويوقفه عن غدره وظلمه، فراح يكرع من دماء الناس لاستباحة أموالهم وحقوقهم.
والصحافة خير شاهد على ما نقول ففي كل يوم تحمل لنا الصحافة مأساة دامية وفاجعة مروعة من أجل سرقة أموال الأبرياء المساكين وكم رأينا من ضحايا يسيل دمها على الأرض يشكو ظلم الإنسان لأخيه الإنسان! ! كم من رأينا من ضحايا يسيل دمها على الأرض يسجل حجة الله على القائمين بالتشريع والتقنين الذين كانوا سببا في سلب نعمة الأمن والهدوء والاستقرار والطمأنينة التي هي في ظلال هداية القرآن، وتشريعات الله، نور الله الخالد. الموصل إلى السعادة في الدنيا والآخرة.
إن هذه القوانين الوضعية - الوضيعة - من إنتاج عقول صليبية طالما كرعت من الخمر وتغذت بلحم الخنزير فمن أين يأتيها الخير؟.
على أن هذه القوانين الوضعية أضلت أهلها، وكانت سببا في شقائهم، وحيرتهم وضلالهم، ثم إنها في تغير وتبدل باستمرار، ومن ثم كانت القوانين الوضعية بالإضافة إلى المبادئ الشرعية هما السبب المباشر في شقاء العالم وضلاله. فكلاهما من تفكير ضال!!، وأما تشريعات السماء فهي معصومة عن الخطأ، ولله الحمد والمنة على أن جعل البلاد المقدسة تنعم بالحكم بكتاب الله على يد أبطال يعملون على إعلاء كلمة الله، ويحمون البلاد عن شر الانحرافات عن تعاليم الله سبحانه وتعالى، وهدى الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم وأن أدنى مقارنة بين البلاد التي تحكم بكتاب الله، وأرقى بلاد العالم حضارة نجد الفارق عنيفا إنه فرق ما بين السماء والأرض.