للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوله: " إلا آل لوط" الاستثناء متصل، ولم يرسل الحاصب على آل لوط. وقوله: " نجيناهم بسحر" استئناف بياني كأن سائلا سأل وماذا حصل لآل لوط؟ فقيل: نجيناهم بسحر. يعني أنهم خرجوا من البلد قبل إرسال الحاصب على أهلها، فإن آل لوط خرجوا بسحر يعني قبيل الفجر، وأرسل الحاصب في الصباح بعد خروجهم كما قال: " إن موعدهم الصبح ". وتنوين " بسحر" لأنه لا يراد هنا سحر بعينه.

وقوله: " نعمة" مفعول مطلق ملاق لعامله في المعنى وهو " نجيناهم " لأن الإنجاء نعمة.

ويجوز أن يكون مفعولا لأجله والعامل نجينا. وقوله: " فتماروا بالنذر" إنما عدي " فتماروا " بالباء لأنه ضمن معنى التكذيب فعدي تعديته.

وقوله: {فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ} الفاء داخل على محذوف تقديره فقلنا لهم ذوقوا. "وذوقوا عذابي" مقول لهذا القول المحذوف.

المعنى الإجمالي:

لم تصدق جماعة لوط بالأمور المنذرة لهم على لسانه، إنا سلطنا عليهم ريحا ترميهم بالحصباء إلا لوطا وابنتيه. خلصناهم قبل انصداع الفجر. إنعاما منا عليهم. مثل ذلك الإجزاء نثيب من اعترف بنعمتنا وأطاع أوامرنا. والله لقد خوفهم لوط أخذتنا الشديدة بالعذاب فتشككوا وكذبوا بالإنذارات ووالله لقد طلبوا منه المرة بعد المرة أن يخلي بينهم وبين أضيافه من الملائكة للفاحشة فمحونا أعينهم، وسوينا وجوههم، فلم يبق بها أثر للأعين، وصارت كسائر الوجه. فقلنا لهم اختبروا طعم عقابي وإنذاراتي. وبالله لقد نزل بهم وقت الصباح أول النهار عذاب دائم متصل بعذاب الآخرة. فقلنا لهم: اختبروا طعم عقابي وإنذاراتي. وتالله لقد هيأنا القرآن للتلاوة وسهلناه للحفظ فهل من متعظ موجود.

ما ترشد إليه الآيات:

١- إنكار قوم لوط للنذير.

٢- تدمير المكذبين.

٣- إنجاء المؤمنين.

٤- الشكر يدفع الله به البلاء.

٥- نصح لوط عليه السلام لقومه