ومن هنا كان لزاما علينا نحن المربين والعاملين في حقل التربية والتعليم أن نعالج هذا الموضوع الذي نحن بصدده الآن بإعطاء صورة حقيقية عن التربية الإسلامية مقرونة بالأسانيد والحقائق بما لا يتطرق غليه الشك – ذلك أن كثيرا من أهل الغرب من أوربيين وغيرهم ومن ساروا في فلكهم إنما ينسبون إليهم أصول الحضارة والمدنية والثقافة العالمية والإنسانية وأنهم أصحاب كل فكر وعلم ورأي ونظرية وكل لون من ألوان المعرفة البشرية – ولو عرفوا وأخلصوا وخففوا من تعصبهم وتأملوا في ادعاءاتهم لوصلوا إلى الحقيقة وهي أن مصدر الحضارة كلها في مجال التعليم والتربية إنما يرجع أساسا إلى التعاليم الإسلامية السمحة الواردة في كتاب الله الكريم وسنة رسوله العظيم وسير أصحابه والأئمة من علماء المسلمين والسلف الصالح.
وتحقيقا لذلك ورد في القرآن الكريم وفي آيات كثيرة ذكر الكتاب والقراءة والكتابة، والصحف والسجل والمداد وما إلى ذلك حتى أن بعض العلماء والباحثين أحصوا كلمات الكتابة ومشتقاتها مما ورد في القرآن الكريم فوجدوها تسعين كلمة ونيفا بأساليب متنوعة. ومن ذلك قوله تعالى لنبيه الكريم:{اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} ، وقوله جلت قدرته:{وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُون} فأقسم بالقلم وما يخط بالقلم.