وللأمة الإسلامية في عقيدتها، قوة لا تدانيها قوة في القضاء على تخويف الملاحدة، وسماسرة الشيوعية [٤] .
والله سبحانه وتعالى يعلم أنّ هذه الأمة لن تجد الطريق ميسّرة لها, وممهدة لنشر مبادئها.. ويعلم أن الباطل من دأبه أن يزداد شراسة وتنمرا، كلما وجد الحق تعلو كلمته.. محاولا القضاء على الحق، وأهله، في غير مبالاة لعهد أو قرابة أو إنسانية..
وحينئذ لا بد أن يتخذ أهل الحق عدتهم, ويحموا أنفسهم ودينهم, ولذلك أمر الله سبحانه وتعالى الرسول صلى الله عليه وسلم, وأمته بالاستعداد الدائم والرباط المستمر.. تلبية لأية إشارة واستجابة لأول دعوة إلى الجهاد. [٥] .
والتاريخ العربي قبل الإسلام.. حافل بذكر أقاصيص الحروب التي كانت تنشب بين القبائل العربية، كحرب البسوس، وحرب داحس, وحرب الغبراء، وغيرها، على النحو الذي أصبحت معه تلك الحروب من خصائص المجتمع العربي في العصر الجاهلي.. وكان الدافع لشن تلك الحروب، الرغبة في المغامرات طلباً لمغنم، أو تحقيقا لزعامة، أو طلبا لثأر، أو رداً لاعتبار، أو نزعة حيوانية.
على أنّ هذه الأنماط من الحروب، ذات الطبيعة الاعتدائية، باتت تتغير وتنحصر، مع انتشار العقيدة الإسلامية ودخول الناس في دين الله..
حيث أنّ المسلمين أنفوا أن يتخذوا من الحروب وسيلة للإيذاء، وأداة للثأر والاعتداء. وإنما الظروف القاسية ألجأت المسلمين إلى تكثيف القوى، وتجميع الطاقات..
وذلك أن قوى الشر والضلال.. تعمل في هذه الأرض.. والمعركة مستمرة بين الخير والشر.. والصراع قائم بين قوى الإيمان، وقوى الطغيان منذ خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في هذا الوجود..